الثلاثاء، 21 أبريل 2015

حرّاس الأرض في سوق واقف




حيوية السوق الشعبي تضج في السياح وكميراتهم المعلقة على صدورهم كدلالة ترحال، والباعه المحليون يقتنصون السذج ليبيعوهم بضع أشياء لا يريدونها ولكنهم سيشترونها على كل حال. تعلو أصوات المناديين، كلن منهم يمتدح بضاعته كشاعر مغرم بحسناء استعصت عليه، وليس أمام الزائرين إلا الخضوع أمام هكذا حُسنُ وإغراء. في السوق الذي جُدد بالكامل حتى يَعيش لمدة أطول لم يبقى من أشيائه العتيقة إلا لافتة أول مطعم أفتتح في البلاد "مطعم بسم الله"، ولوحة لفتاة جميلة معُلقة على حائط المطعم الخارجي للزينة.
هُناك بالتحديد، تقبع حكاية مؤطرة بأربعة آسوار كقفص. لا يعرف عنها أحد. الفتاة في اللوحة تنظر للعالم بعينين ثابتتين. ترى الجموع يقفون أمامها، يلتقطون صور المطعم وصور لها. وهي لا تملك إلا أن تراهم في أعينهم عل أحدهم يشعر بها. تحاول الهروب، لكن طيفها المُحلق يرتطم بزوايا البرواز ولا تقدر. شيء ما يقف في طريقها إلى ما بعد هذه الأرض، بعد كل هذا الوقت من الانتظار لا تهتم إن كان مصيرها جنة أو نار، تريد فقط أن تغادر. يقف نادل المطعم أمام اللوحة، يرش أطرافها ببعض من الماء، ويبدأ المسح. هذا الرجل الآسيوي هو متعتها الوحيدة. تبصق عليه! فيظن أن بعضًا من سائل التنظيف أرتد عليه. يمسح وجهه دون أن يشعر بالروح التي تُطالعه. يواصل المسح ثم يدخل المطعم مرة أخرى. تزفر من الملل فتنبعث رياح تلف السوق. يُحكم مدير المطعم اغلاق النوافذ خوفا من الغبار فتتكيء على كفيها تتنظر السياح أو أحد سينظر إليها ويشعر بها. يجب أن تخرج. يجب أن تحل مُعضلة هذا السجن المؤبد، أتكون في النار وهي لا تعلم؟ أهكذا يُعاقب الله المُذنبين من عباده؟ أن يقبعوا في الأرض ليشهدوا حياة الأخرين حتى يموتوا؟ 
هذه اللوحة بيتها حتى يوم القيامة، أو حتى تعلم كيفية كسر اللعنة التي الصقتها بالجدار. يمر المرشد السياحي، يُشير على لوحة المطعم القديمة ويقول بزهو:"هذ أول مطعم أُفتتح في هذه البلاد" ثم يقترب منها "وهذه لوحة كانت بداخل المطعم تم الإعتناء بها وعرضها حيث أنها من تاريخنا."  
تقترب سيدة من اللوحة، تخلع نظارتها وتنظر بإمعان كأنها ترى روح الصبية المعلقة، تتوسع عينا الصبية، تتسائل وشيء من أمل كاذب يتسلل إليها:"هل تراني؟ تشعر بي؟" تتلمس السيدة اللوحة بيديها، تمسك الفتاة علها تتعلق بشيء يخرجها، تخترق يديها يد السيدة كالخيال ولا تقبض على شيء. أعلى مراتب الخيبة أن يكون الخلاص بُعَد بسطة يد منك ولا تصل إليه. ترتعش يد السيدة  وتغادر.

تعود لوحدتها، مُستاءة لأنها دون ماضي يسليها أو إسم تُنادي نفسها به إذا مَلت. هي لا تتذكر كيف ماتت، في هذه المرحلة لا يُهم صدقًا. الفقر فقر الذكريات، هي السلوان ساعة الحاجة، والأُنس في الوحشة. 

هي لا تعرف بعد لكنني أعرف. تقول جدتي عن حكايتها: "البنت اللي ما تطيع أهلها، تضيع" ولأن الفتاة طاعت قلبها قبل أهلها ضاعت. صارت روح تائهة تفكر كيف أصبحت شبحًا، تخترق الجموع في السوق القديم لا تلوي على أحد. تطأ قدميها لوحة ممدة على الأرض، تهوي في الإطار. حاولت النهوض والخروج لكن رجال حملوها مع اللوحة حتى عُلقت في داخل المطعم. ومنذ ذلك اليوم لم تستطع مُغادرة الإطار. 

"الجن حراس الأرض. في الماضي كانت تختبىء في الرياض. وحين تضوي الماشية لتقتات من الزرع، تطردها الجن. واليوم، تحرس أماكن جديدة لا نعرفها، من الماشية والبشر على حد سواء. لكنها، مثل الروح، ضعيفة عند كلام الله" تقول جدتي. وسجان روح الفتاة دُعاء. في كل مرة تحاول الخروج يُعيدها الدعاء إلى اللوحة كطريدة. "بسم الله". اسم المطعم العتيق الذي يردها للحبس في كل مرة.

تمط الفتاة شفتيها حين يجن الليل ويغادر الناس. يخرج النادل، يُغلق المطعم، ينظر إلى الفتاة المُعلقة مطولا ثم يبصق تحتها. تدعه يغادر دون عقاب فغدًا ستردها له. 

تميل رقبتها للشمال قليلا، تراقب ظهره المغادر نحو الحياة، وعينيها تشي بشيء من الموت. كل الحكايا عندها، تعرف حياة الناس في السوق وخيباتهم. تفهم النظرات والعبرات من مكانها حيث تترقب وتراقب. وإن لم يُسمع لها صوت، أصغ السمع وأشعر، هذه الرياح التي عبرت خلفك فجأة وانتفض جسدك منها، زفرة ملل تعني أنها تتربص بك، تحرس الأرض منك.



الخميس، 10 يوليو 2014

قول فصل: سورة القيامة، كم سِعة نفسك؟




{ بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره } -سورة القيامة:١٤،١٥




سأل عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم: "في كم أختم القرآن؟ “
فقال له النبي: "اختمه في شهر" 
فقال:"يا رسول الله إني شاب أطيق أكثر من ذلك" 
فقال: "اختمه في عشرين" 
فقال له: "يا رسول الله إني شاب وأطيق أكثر من ذلك" 
فقال له الرسول: "اختمه في خمسة عشر" 
قال: "يا رسول الله والله أطيق أكثر من ذلك”
 قال: "اختمه في عشر" 
فقال: "يا رسول الله إني شاب ذو طاقة" 
فقال له النبي: "اختمه في ثلاثة أيام ولا أقل من ذلك”.

لا أحد يعرف ما في نفسك إلا أنت، ولو قُلت لنا أعذارك، لماذا لم تستيقظ لصلاة الفجر، أو لماذا لا تُصلي السُنن، وكيف أنك لا تُطيق الاستغفار حتى مائة مرة، ولا تستطيع صيام إلا رمضان .. سنصدقك. 
لكن، هل تُصدق نفسك؟
عبدالله بن عمر، يعرف نفسه جيدًا، ويعرف طاقته، يعلم أنه شاب، ويُطيق أكثر من ذلك. لذلك ظل على رأس النبي حتى يَصل إلى الحد الذي لا يُطيقه ولم يصل! بل أوقفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الحد الذي رأه مُناسبًا.
تخيل لو أنك في نفس الموقف تَسأل ذات السؤال ويأتيك الرد نفسه، عن نفسي كُنت سأكتفي. وأمضي. مع أنني أعلم أنه يمكنني أن أختم القرآن أكثر من مرة في شهر، وأن عندي الوقت والطاقة لصلاة الضُحى، والحج في هذا العمر، والعبادات التي أعرف أنها ستصعب علي حَين أجف هرمًا. لكننا نُلقي المعاذير أمام الخَلق حتى نُصدق أعذارنا، وشيء في انفسنا يَعلم يقينًا أن الخالق قبل الخلق يعرف سعة نفسك، كما تعلمها أنت، وأنك شاب .. وتطيق أكثر من ذلك. 

“بل الإنسان على نفسهِ بصيرة، ولو ألقى معاذيره”. آيه الحجة، البُرهان. كأن يكون من يُحاسبك نفسك. “كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا”. لأن العاقل لا يكذب على نفسه، ولو كذب فهو يعلم. دع عنك غلظ الجسد، لا تَكُن مادة ثقيلة ونفس فقيرة لا تُطيق شيء. فإن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، حذار أن تضيق نفسك! أن يكون الله قد كره عبادتك فلا تُطيق نفسك إلا الفرائض. دع الروح تتمدد في العبادات والعلم كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تسمو بك إلى منزلة ترضاها حتى الفردوس. استثمر كل لحظة ولو أن تُمارس عبادة جديدة عليك. ولا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق، كما يقول رسولنا الكريم، لأنك في عمر و وقت يُسرت لك فيه العبادة فلا تمنعها عن ذاتك، لا تكُن أنت عليها.

أعد جوابك، حين تقف بين يدي الله ورجاء الجنة يلوح في بصرك، والندم في بصيرتك .. وربك يَسأل: شبابه في ما أفناه؟ 
أياك أن يكون جوابك: كُنت شابًا، ولم أطق شيء من ذلك!

-هجا


على باب الجنة: 
السعة يا رب السعة. 

الاثنين، 2 يونيو 2014

الحياة السرية، الأشياء الصغيرة، وصورة ٢٥



الحياة السرية، الأشياء الصغيرة، وصورة ٢٥ 



*دعاية الفيلم، ربما من الأجدر مشاهدتها بعد قراءة المقال*

السِحرُ في هذا الفيلم عجيب. ينبعث من داخل القلب إلى العالم. 
أحب فكرة التوغل في الحياة بطريقة تُخرجنا من جلدتنا المتخوفه من المجازفة، والأجساد التي ألفت الرتابة والروتين. 
سأخبركم ما أحببته في “حياة وولتر ميتي السرية” دون أن أخبركم بالقصة كاملة. 
قصة الفيلم هي عن والتر ميتي موظف في مجلة لايف. يعيش في أوهامه أكثر من واقعه. يعني أن وولتر يعيش ما نعيشه كلنا حين “نأكل من المدير علقة” و نردد في أذهاننا:”كل تبن!” دون القدرة على قول ذلك. لكن سيد ميتي يصل بذلك إلى مرحلة بعيدة جدًا. يسرح في عالم الخيال مطولًا. يتخيل له بطولات وصولات وجولات. ثم يعود للواقع بضربه من زملائه الموظفين الذي يتخيل دومًا أنه يضربهم بدوره. أي أنه يعيش حياة مزدوجة، في مخيلته الإفتراضية، وفي الواقع. 
هُناك خيط رفيع يفصل الخيال عن الواقع نتمنى أن نكون بالقوة الكافية حتى نقطعه تمامًا ويُصبح ما في عقولنا هو ما نعيشه دون حاجه إلى التظاهر. الخوف قيد الإنسان عن الحياة. واللي اختشوا ماتوا، على اللسان المصري. 
يُحاول وولتر أن يفتح نافذة لحياته الخيالية التي يريد أن يعيشها حقًا عن طريق الإنترنت: حياة إفتراضيه أخرى. السبب هو أن الفتاة التي تُعجبه متواجده في أحد مواقع التواصل الإجتماعي. وفي طور نقله لحياته لعالم الإنترنت الافتراضي نجد أن مهنته على المحك. وظيفته من الوظائف المُهددة بالإنقراض: مسؤول الصور القوتوغرافية (النيقاتيف). ومجلة لايف بأكملها تُنهي النُسخ الورقية المطبوعة لتُصبح مجلة رقمية. أي أن وظيفة وولتر دون معنى بعد أخر عدد مصور ستُصدره المجلة. سين أوكونيل، المصور المُغامر صاحب الشأن في مجلة لايف والوسط الإعلامي كان ذو علاقة وطيد مع ميتي. لم يتكلم مع أحد، أو يراسل أي شخص من المجلة إلا ميتي. وعلى ذلك أرسل له أجد صورة لتكون صورة غلاف العدد الأخير قائلًا أنها الصورة التي تُمثل:”جوهر الحياة”. مُرقمه برقم ٢٥. المُعضلة هُنا أن الصورة رقم ٢٥ مفقودة في شريط الصور ويقع الخطأ على عاتق وولتر الذي يبدأ رحلة البحث عن الصورة ٢٥، ومنها تبدأ المغامرة بين الخيال والحقيقة، حتى يُصبح الإثنان واحد.

الجميل في هذا الفيلم أنه واحد من الأشياء اللي تُأخذها كمهرب من العالم. لتجلب لك الفرح في قرار ميتي بالبحث. المتعة في “قد أقدر على ذلك أنا أيضًا!”، والحماس في لحظة انتظار جوهر الحياة وما هي صورة ٢٥. 
التصوير كان أخآذًا. كأنني أشاهد لوحة. كُنت مُستمتعة بالألوان، الدهشة، المناظر الطبيعية. شيء ما في هذا الفيلم يترك في المُشاهد سعادة، علاوة على كوميديا بن ستيلر، الذي يكون مُخرج الفيلم إيضًا. 
أحببت مكالمات الهاتف مع موظف موقع التواصل الإجتماعي الذي كان يسأله في كل مرة عن شيء خاص به، مغامراته، اهتمامته، وغيره حتى يُعبئ له ملفه في الموقع، وفي طور مغامرته راح وولتر يملأ الفارغات لهذه الأسئلة. 

تقول لي نورة أختي:”فسري لي وشو اللي عجبج في هالفليم لهدرجة؟”
قلت لها: سأكتب عنه، وستفهمين. 

وهُنا أقول لنوري:
أعجبني لأن ولتر الذي حاول جاهدًا خلق ألف عالم وعالم خيالي وافتراضي، لم يجد الحياة إلا في عالم واحد. هُنا. على هذه الأرض. ولأن حبيبته كانت في الإنترنت، و وظيفته تحولت للإنترنت، ومخيلته كانت في انترنت خاص به كان على شفا أن يتخلى تمامًا عن الحياة الواقعية. لكن شيء واحد أعاده لها، صورة “نيقيتف” رقم ٢٥. أصل الحياة، جوهرها. البشر خلف المكاتب الرتيبة، العُمال في مواقع البناء، النادل في عربة الطعام، الخياط في محل صغير يخيط لفتاة في الخامسة فُستان تَخرج .. الحياة بين أيادي الكادحين الذي يضعون على عاتقهم مُهمة الإستخلاف، لأن الحياة ليست شيء واحد ضخم، لكنها مجموعة من الأشياء الصغيرة. نحن. نحن الحياة. 
كونوا هُنا. 

وكما يقول ميتي، عن شعار الحياة، أو بالأحرى شعار مجلة الحياة:

To see the world, things dangerous to come to, to see behind walls, draw closer, to find each other, and to feel. That is the purpose of life.

توقف عن التخيل، أبدأ بالحياة!


-هجا

الأحد، 4 مايو 2014

Translated: Prophet Mohamad, Jerusalem and Life of Pi




Prophet Mohamad, Jerusalem and Life of Pi






"Life of Pi" might be the deepest movie out there. Thos movie presents evidence before mankind and makes him or her choose a judge: The mind, or the heart. The movie starts with a strange request from a guy to Pi, who's a rational grown up man now. The guy said: "My friend told me that you could make me believe in the existence of a god." Pi then narrates to him his story on how he got lost in the sea after his ship sank in the ocean and his family's death, about the life he had to bear alone with a Bengali tiger on a lifeboat, about the prayers he sent to three gods, about the island that swallowed people and about the illuminating whale. People saw no more to his story than a hallucination of a young sacred boy, so he told them another one, a realistic, highly violent, very believable story. It was chosen by an insurance company as "the real" story, because it was more believable. The guy asked him after that: "And which one of the stories is the real one?" "Which one do you prefer?" Pi answered. Now, after the movie stood people wondering, which of the two stories is the real one? What is faith in this story? Faith, simple is your ability to believe the story. Let me simplify it further for you. We as Muslims, believe that in heavens there are palaces made of gold and silver, Alweldan Al-Mokhaladoon*, Hoor Al-Aeen* and rivers of purified milk. Any attempt of explaining this will fail, it is simply not possible! But if you were in a position like Pi's and you had to come up with a story that people would believe and can be made into a movie, you would say something like: "Weldan Mokhaladoon that looks like actor X, or Hoor Al-Aeen like the beauty queen of 2012, and the closest it would get to the palace is Dolma Bahja and Versailles combined." Got it? You know for certain that this is unlike anything any nobody ever saw, and like nothing an ear has ever heard. You know your description does not do it justice. A disbeliever's brain functions in a way that he \ she thinks that they are too smart to believe in myths. A man of science, but the truth is that their minds are just too narrow to embrace and understand faith and the existence of such thing. Back to Pi's story; let's go back in time, thousands of years back. Imagine a man sitting next to you saying: "I lived inside of a whale and for a while I lost track of time, I did not know when morning was and when night was, not even how long I stayed there for. Then he threw me out on a deserted land. Hunger almost got me, if it wasn't for a pumpkin tree that grew right next to me!" Atypical reaction would be: "How insane, he's delusional!" Or another guy that would say: "While I was asleep, a creature, a ride came to me and took me to Jerusalem! There I found my long gone fellow friends, I could not recognize them, I was with another man, but he was not human, he told me which was who. Then we prayed together, I was the Imam. Then this man took me up the sky, and I saw such and such..." You would answer: "You were in your bed? And you came back to your bed?" He would reply: "Yes!" You would turn to your friends and say: "Oh man, He's been dreaming!" The first story is that of Younis peace be upon him, and the second is Mohammed peace be upon him in Al-Isra'a wa Al-Me'raj*. These stories are unbelievable, but we believe that they actually happened. Why? Because we believe that we pray and worship Allah wanting for the other unbelievable thing: heavens, the palaces and rivers we've been promised, because we believe in Al-Akherah* we subconsciously believe in the first, because the truth lies within the entire story. The beginning, the middle and the end of it, it is all true, even if it was unbelievable. And what does Pi have to do with all that? Pi says that he was with a tiger, and tells his story. We say that Jerusalem is ours, and Prophet Mohammad was the Imam of when he prayed with all the other prophets, but that's not the rest of the world's take on the matter, they say: "Jerusalem does not belong to Muslims, because unlike Moses and Jesus, there isn’t any evidence that he actually went there in the first place!" You would say: "No, he visited Jerusalem and prayed there too!" They would ask where and how? There is where you would be in Pi's position. You would say the truth that they would disbelieve in because they do not understand, because faith, on the contrary to popular belief, needs a very open mind, a very wise one. My simple definition of faith is that it is the only thing that you truly and fully understand, but just cannot explain. Now my question to you is: which story do you favor?



-Haja
Translated by: Mariam Al-Kuwari (@xelicious)


Hour Al-Ain and Al-Wildan Al-Mukhaldoon: Here

ما علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم، القدس، وفيلم لايف اوف باي؟




ما علاقة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، القدس، وفيلم لايف اوف باي؟




 "حياة باي" أو "لايف أوف باي" ربما يكون أكثر الأفلام عُمقًا. هذا فيلم يقف أمام الإنسان بالأدلة ويجعله يختار حكمًا: العقل أو القلب.
يبدأ الفيلم بطلب غريب من شاب ل"باي" الذي أصبح في هذا الوقت رجل راشد:
"قال لي صديقي أنك ستجعلني أؤمن بوجود اله."

ويسرد له "باي" حكايته عن ضياعه في البحر بعد غرق سفينته في المحيط وموت عائلته. عن الحياة التي قضاها لوحده مع نمر بنغالي في قارب نجاة. عن ابتهالاته لثلاثة آله، عن الجزيرة التي تبتلع البشر، عن الحوت المُضيء. وبعد القصة، يخبره أن احدا لم يصدقه. لأنها في نظرهم خُرافات صبي خائف. فأخبرهم قصه أخرى. كل ما فيها قابل للتصديق، حكاية عنيفة جداً. لكن اختاراتها شركة التأمين على أنها القصة الحقيقة. لأنها المُصدقه.

ثم يسأله الشاب في اخر الحوار: وأي القصتين هي الحقيقة؟ 
يرد باي: أي القصتين تُفضلُ أنت؟

الآن، بعد الفيلم وقف الكثيرون أمامه يفكرون، أي القصتين هي الحقيقة؟ ما هو الإيمان في هذه الحكاية؟
 الإيمان يتمثل ببساطة في قدرتك على تصديق القصة. دعني أبسط لك الحكاية. نحن كمسلمين، نؤمن بأن في الجنة قصور من ذهب وفضة، الولدان المخلدون كلؤلؤ منثور. حور العين. أنهار من لبن مصفى! حاول شرحها .. لا يمكن! 
 لكن لو كنت في موضع "باي" أمامك أشخاص يُطالبونك بما هو مُصدق وقابل للتصوير لقلت:"ولدان مخلدون يشبهون الممثل الفلاني، حور العين كملكة الجمال لسنة ٢٠١٣، والقصر .. كأنه قصر دولمه باهجا وفيرسآي مجتمعان، فهمت؟"
وأنت تعلم يقينًا أن كل ذاك كما {لا عين رأت ولا أذن سمعت}، وأنك عدوت الحق في وصفك. 

الملحد يعتقد أنه ألحد لأن عقله أذكى بكثير من أن يصدق الخرافات. رجل علم. لكن في الحقيقة عقله ضيق لدرجة لا تستوعب الإيمان بإمكانية وجود شيء مثل هذا. 

نعود لقصة "باي"، ولنعود الآف السنين في الزمن. تخيل رجل يجلس معك في مجلسه ويقول:"ابتلعني الحوت، وعشت في بطنه وقت لم أعرف فيه صبح من ليل، ولم أعرف كم لبثت. ثم لفظني الحوت على أرض خالية. كدت أموت جوعاً لولا أن شجرة من اليقطين نبتت بجانبي!" 
الرد في هذه الحال: "حمدلله والشكر، يتخيل!"

أو رجل آخر تجلس في مجلسه ويقول لك:
"بينما أنا في فراشي نائما، جاءتني دابة، وحملتني إلى بيت المقدس! هناك لقيت أصحابي الذين ماتوا منذ زمن. لم أكن أستطيع التعرف عليهم فكان معي رجل لكنه ليس بإنسان يقول لي هذا فلان وهذا فلان. وصليت بهم جميعا. ثم صعد بي إلى السماء، ورأيت كذا وكذا"
سترد: كنت في فراشك؟ ورجعت في فراشك؟ 
سيقول: نعم! 
وتلتفت أنت إلى أصحابك: يا ريال يتحلم! 

القصة الأولى هي قصة يونس عليه السلام، والثانية قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء المعراج. قصص لا تصدق لكن نؤمن بأنها حقيقة. لماذا؟ لأننا نؤمن بأننا نصلي ونعبد الله بغية الشيء الاخر الذي لا يصدق: الجنة، القصور، والأنهار. لأننا نؤمن بالآخرة لا إراديا نؤمن بالأولى. لأن الحكاية بأكملها حقيقة. أولها وأوسطها وآخرها. ولو كانت لا تُصدق. 

وما دخل "باي" في كل هذا؟ 

يقول "باي" انه كان معه نمر، وكانت هكذا حكايته. 
ونحن نقول بأن القدس لنا، وأن رسولنا صلى فيها بالأنبياء! 
لكن العالم بأكمله يقول:"القدس ليست للمسلمين، لأنه على عكس موسى وعيسى لا يوجد أي دليل أن محمد زاراها أصلا!"
ستقول أنت:"لا! زارها وصلى!"
سيسألون"متى؟ وكيف؟"
هناك ستكون أنت في موضع "باي". ستقول حقيقة لن يفهموها لأنهم لا يؤمنون. لأن الإيمان، على عكس ما يظن الكثير من الناس، يتطلب عقل كبيييير، كبير جدًا! 

تعريفي للإيمان بسيط: هو الشيء الوحيد الذي تفهمه تمامًا ولا تستطيع شرحه. 

وأنا أسألك الآن: أي القصتين تفضل؟ 




-هَجَا


الخميس، 18 يوليو 2013

قُولٌ فَصل: سورة العصر، أنتَ الاستثناء!


سورة العصر: أنتَ الاستثناء !



وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

القاعدة: إن الإنسان لفي خسر. 

ستتوالى علينا الخسارات مادمنا نحيى. أولها العُمر فلن نكون يومًا أصغر مما نحنُ عليه اليوم، سيمضي العمر نحسب خساراتنا ولا نُحصيها. والخسارة بعد الخسارة لا تولدُ إلا يأسًا وفقدًا لمعنى استمرارية الحياة.

الإستثناء: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

امنوا: إن الإيمان له من قوة ما ينفي أي خسارة ويجعل تقبلها والنهوض بعدها أيسر. لذلك فقد قدمت الآيه "الإيمان" على بقية صفات النجاح. وفالإيمان يُعين على الشفاء ويوازن بين المادة والروح ويخلقُ للنفس مَعنى للحياة والإستمرارية وجلد الذات والإنضباط على الفطرة الخيّرة للإنسان. لذلك فإن شروط الشذ عن قاعدة الخسارة تبدأ بالإيمان. 

عملوا الصالحات: الإيمان لا يكفي لوحده إن لم يقترن بعمل. لذلك أتبعها اللّه بـ العمل، وليس أي عمل كيفما كان بل خصص: العمل الصالح! وهُنا نعود للفطرة الخيّرة في الإنسان التي ما أن تؤمن بالخير حتى تعمل به. ولا يتبع العمل الصالح إلا الصلاح، فلا خسارة تتبعه.

تواصوا بالحق: هُنا الإتحاد والعيش المجتمعي والإرتباط بين الناس. فإن لقي الأفراد الحَق تواصوا جميعًا لرفعه فينشئ بينهم المجتمع المترابط على حق الإنسان أولًا وآخرًا. 

وتواصوا بالصبر: شخصيًا أحب كيف خَتم الله الشروط بالصبر. ثلاث شروط للشذ عن الخسارة تتوجب صبرًا للعمل بها والوقوف عليها. يقول الله (تواصوا) ليُصبِر بعضهم بعضًا وهُنا تعزيز للمفهوم المجتمعي والحياة ضد الخسارة. 

٤ شروط، قاعدة واحدة، استثناء واحد. أهوا أنت؟

- هَجَا.

عند باب الجنة: رَبي قد اصطفيتنا بالحق، واصطفيت قلوبنا بِحُبك، فيارب لا تحرمنا اصطفاء الفردوس ولذة قُربك.

الأحد، 14 يوليو 2013

قَوْلٌ فَصْلٌ: ندكر.


إِنَّهُ لَقَوْل فَصْل }






قولٌ فصل، لا يلتبس فيه شيء ولا يعدوه الحق. 
لكننا بالترديد نألف، وننسى، وتصبح أهمية الوقوف على كل حرف أهمية مؤجلة، نقول لأنفسنا: "غدًا أقرأ معنى هذه الآية، لا بد أن بها حكمة، أو فائدة". ثم ننسى حتى التأجيل القادم. 
هذه السنة سنبدأ التدبر المؤجل، في السور القصيرة والأيات التي تستوقفنا بلاغتها ونود لو نفهمها . سنقرأ التين والفيل والعلق ونحن نفهم خطاب اللّه المُركز في الآية ابقوة والمهندس بلغة عميقة تستوجب الوقوف عنده. 
إن الذي لا نعلمهُ أن السور القصار هي الأقرب لنا اليوم، وهي الحوار الخالص الذي تنزل من الله تعالى ليخاطبنا ولو جئنا بعد ١٤٠٠ سنة. سنقف عن بعض السور أحيانًا و أحيانًا بضع آيات نستفتحها بحديث من نور وننتهي بالحق الفاصل.


-هجا


على باب الجنة:
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدكر؟). نحنُ هنا يالله، ندكر ونتعظ ونتدارس بيانك العظيم، فيارب أجعل جمعنا هذا شفيع لنا، ويا رب تقبل.