الخميس، 18 يوليو 2013

قُولٌ فَصل: سورة العصر، أنتَ الاستثناء!


سورة العصر: أنتَ الاستثناء !



وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

القاعدة: إن الإنسان لفي خسر. 

ستتوالى علينا الخسارات مادمنا نحيى. أولها العُمر فلن نكون يومًا أصغر مما نحنُ عليه اليوم، سيمضي العمر نحسب خساراتنا ولا نُحصيها. والخسارة بعد الخسارة لا تولدُ إلا يأسًا وفقدًا لمعنى استمرارية الحياة.

الإستثناء: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

امنوا: إن الإيمان له من قوة ما ينفي أي خسارة ويجعل تقبلها والنهوض بعدها أيسر. لذلك فقد قدمت الآيه "الإيمان" على بقية صفات النجاح. وفالإيمان يُعين على الشفاء ويوازن بين المادة والروح ويخلقُ للنفس مَعنى للحياة والإستمرارية وجلد الذات والإنضباط على الفطرة الخيّرة للإنسان. لذلك فإن شروط الشذ عن قاعدة الخسارة تبدأ بالإيمان. 

عملوا الصالحات: الإيمان لا يكفي لوحده إن لم يقترن بعمل. لذلك أتبعها اللّه بـ العمل، وليس أي عمل كيفما كان بل خصص: العمل الصالح! وهُنا نعود للفطرة الخيّرة في الإنسان التي ما أن تؤمن بالخير حتى تعمل به. ولا يتبع العمل الصالح إلا الصلاح، فلا خسارة تتبعه.

تواصوا بالحق: هُنا الإتحاد والعيش المجتمعي والإرتباط بين الناس. فإن لقي الأفراد الحَق تواصوا جميعًا لرفعه فينشئ بينهم المجتمع المترابط على حق الإنسان أولًا وآخرًا. 

وتواصوا بالصبر: شخصيًا أحب كيف خَتم الله الشروط بالصبر. ثلاث شروط للشذ عن الخسارة تتوجب صبرًا للعمل بها والوقوف عليها. يقول الله (تواصوا) ليُصبِر بعضهم بعضًا وهُنا تعزيز للمفهوم المجتمعي والحياة ضد الخسارة. 

٤ شروط، قاعدة واحدة، استثناء واحد. أهوا أنت؟

- هَجَا.

عند باب الجنة: رَبي قد اصطفيتنا بالحق، واصطفيت قلوبنا بِحُبك، فيارب لا تحرمنا اصطفاء الفردوس ولذة قُربك.

الأحد، 14 يوليو 2013

قَوْلٌ فَصْلٌ: ندكر.


إِنَّهُ لَقَوْل فَصْل }






قولٌ فصل، لا يلتبس فيه شيء ولا يعدوه الحق. 
لكننا بالترديد نألف، وننسى، وتصبح أهمية الوقوف على كل حرف أهمية مؤجلة، نقول لأنفسنا: "غدًا أقرأ معنى هذه الآية، لا بد أن بها حكمة، أو فائدة". ثم ننسى حتى التأجيل القادم. 
هذه السنة سنبدأ التدبر المؤجل، في السور القصيرة والأيات التي تستوقفنا بلاغتها ونود لو نفهمها . سنقرأ التين والفيل والعلق ونحن نفهم خطاب اللّه المُركز في الآية ابقوة والمهندس بلغة عميقة تستوجب الوقوف عنده. 
إن الذي لا نعلمهُ أن السور القصار هي الأقرب لنا اليوم، وهي الحوار الخالص الذي تنزل من الله تعالى ليخاطبنا ولو جئنا بعد ١٤٠٠ سنة. سنقف عن بعض السور أحيانًا و أحيانًا بضع آيات نستفتحها بحديث من نور وننتهي بالحق الفاصل.


-هجا


على باب الجنة:
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدكر؟). نحنُ هنا يالله، ندكر ونتعظ ونتدارس بيانك العظيم، فيارب أجعل جمعنا هذا شفيع لنا، ويا رب تقبل.