الأحد، 4 مايو 2014

ما علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم، القدس، وفيلم لايف اوف باي؟




ما علاقة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، القدس، وفيلم لايف اوف باي؟




 "حياة باي" أو "لايف أوف باي" ربما يكون أكثر الأفلام عُمقًا. هذا فيلم يقف أمام الإنسان بالأدلة ويجعله يختار حكمًا: العقل أو القلب.
يبدأ الفيلم بطلب غريب من شاب ل"باي" الذي أصبح في هذا الوقت رجل راشد:
"قال لي صديقي أنك ستجعلني أؤمن بوجود اله."

ويسرد له "باي" حكايته عن ضياعه في البحر بعد غرق سفينته في المحيط وموت عائلته. عن الحياة التي قضاها لوحده مع نمر بنغالي في قارب نجاة. عن ابتهالاته لثلاثة آله، عن الجزيرة التي تبتلع البشر، عن الحوت المُضيء. وبعد القصة، يخبره أن احدا لم يصدقه. لأنها في نظرهم خُرافات صبي خائف. فأخبرهم قصه أخرى. كل ما فيها قابل للتصديق، حكاية عنيفة جداً. لكن اختاراتها شركة التأمين على أنها القصة الحقيقة. لأنها المُصدقه.

ثم يسأله الشاب في اخر الحوار: وأي القصتين هي الحقيقة؟ 
يرد باي: أي القصتين تُفضلُ أنت؟

الآن، بعد الفيلم وقف الكثيرون أمامه يفكرون، أي القصتين هي الحقيقة؟ ما هو الإيمان في هذه الحكاية؟
 الإيمان يتمثل ببساطة في قدرتك على تصديق القصة. دعني أبسط لك الحكاية. نحن كمسلمين، نؤمن بأن في الجنة قصور من ذهب وفضة، الولدان المخلدون كلؤلؤ منثور. حور العين. أنهار من لبن مصفى! حاول شرحها .. لا يمكن! 
 لكن لو كنت في موضع "باي" أمامك أشخاص يُطالبونك بما هو مُصدق وقابل للتصوير لقلت:"ولدان مخلدون يشبهون الممثل الفلاني، حور العين كملكة الجمال لسنة ٢٠١٣، والقصر .. كأنه قصر دولمه باهجا وفيرسآي مجتمعان، فهمت؟"
وأنت تعلم يقينًا أن كل ذاك كما {لا عين رأت ولا أذن سمعت}، وأنك عدوت الحق في وصفك. 

الملحد يعتقد أنه ألحد لأن عقله أذكى بكثير من أن يصدق الخرافات. رجل علم. لكن في الحقيقة عقله ضيق لدرجة لا تستوعب الإيمان بإمكانية وجود شيء مثل هذا. 

نعود لقصة "باي"، ولنعود الآف السنين في الزمن. تخيل رجل يجلس معك في مجلسه ويقول:"ابتلعني الحوت، وعشت في بطنه وقت لم أعرف فيه صبح من ليل، ولم أعرف كم لبثت. ثم لفظني الحوت على أرض خالية. كدت أموت جوعاً لولا أن شجرة من اليقطين نبتت بجانبي!" 
الرد في هذه الحال: "حمدلله والشكر، يتخيل!"

أو رجل آخر تجلس في مجلسه ويقول لك:
"بينما أنا في فراشي نائما، جاءتني دابة، وحملتني إلى بيت المقدس! هناك لقيت أصحابي الذين ماتوا منذ زمن. لم أكن أستطيع التعرف عليهم فكان معي رجل لكنه ليس بإنسان يقول لي هذا فلان وهذا فلان. وصليت بهم جميعا. ثم صعد بي إلى السماء، ورأيت كذا وكذا"
سترد: كنت في فراشك؟ ورجعت في فراشك؟ 
سيقول: نعم! 
وتلتفت أنت إلى أصحابك: يا ريال يتحلم! 

القصة الأولى هي قصة يونس عليه السلام، والثانية قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء المعراج. قصص لا تصدق لكن نؤمن بأنها حقيقة. لماذا؟ لأننا نؤمن بأننا نصلي ونعبد الله بغية الشيء الاخر الذي لا يصدق: الجنة، القصور، والأنهار. لأننا نؤمن بالآخرة لا إراديا نؤمن بالأولى. لأن الحكاية بأكملها حقيقة. أولها وأوسطها وآخرها. ولو كانت لا تُصدق. 

وما دخل "باي" في كل هذا؟ 

يقول "باي" انه كان معه نمر، وكانت هكذا حكايته. 
ونحن نقول بأن القدس لنا، وأن رسولنا صلى فيها بالأنبياء! 
لكن العالم بأكمله يقول:"القدس ليست للمسلمين، لأنه على عكس موسى وعيسى لا يوجد أي دليل أن محمد زاراها أصلا!"
ستقول أنت:"لا! زارها وصلى!"
سيسألون"متى؟ وكيف؟"
هناك ستكون أنت في موضع "باي". ستقول حقيقة لن يفهموها لأنهم لا يؤمنون. لأن الإيمان، على عكس ما يظن الكثير من الناس، يتطلب عقل كبيييير، كبير جدًا! 

تعريفي للإيمان بسيط: هو الشيء الوحيد الذي تفهمه تمامًا ولا تستطيع شرحه. 

وأنا أسألك الآن: أي القصتين تفضل؟ 




-هَجَا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق